رغم النجاحات التي أحرزها على صعيد الإعلام والاتصال عن بعد خلال عقد التسعينات، ما زال رجل الأعمال الأرجنتيني، مارتن فارسافسكي، 48 عاماً، يناضل من أجل تحقيق حلمه بمجال شبكة الانترنت. فمنذ ثلاثة أعوام، أنشأ فارسافسكي شركة فون FON)) في العاصمة الإسبانية مدريد، في إطار سعيه لبناء شبكة عالمية لاسلكية وفتح الباب أمام الإمكانات الهائلة المحتملة لشبكة الانترنت على الصعيد الاجتماعي.
وتدور الفكرة الرئيسة التي ترمي «فون» لتحقيقها في أن يتشارك مستخدمو الانترنت مع غرباء في جزء من وصلتهم اللاسلكية مقابل التمتع بقدرة استخدام تقنية «واي فاي» اللاسلكية عن طريق النقاط (هوت سبوت) التي يسيطر عليها آخرون. نظرياً، ستسمح هذه المقايضة للمشتركين في «فون» بالتمتع بالقدرة الدائمة على الدخول لاسلكياً إلى شبكة الانترنت أثناء التنقل والسفر. بيد أنه رغم توافر دعم مالي بقيمة 55.2 مليون دولار من جانب شركات كبرى، مثل «غوغل» و«بي.تي»، شركة الاتصالات البريطانية سابقاً، علاوة على شركات أحدث، منها «سكايب»، لا تزال «فون» مفتقرة إلى عنصر جوهري لضمان نجاح المشروع، ألا وهو ضخامة الحجم.
في الوقت الراهن، يوجد 830 ألف مشترك فقط بـ«فون» على مستوى العالم، إلى جانب 340 ألف نقطة اتصال بـ«واي فاي» تستخدم «السوفت وير» الخاص بالشركة. ونظراً لأن المشروع برمته يقوم على فكرة التشارك في القدرة على استغلال تقنية «واي فاي»، فإن شبكة «فون« لن تتمكن من العمل بنجاح إلا إذا انتشر المشتركون بها في كل مكان. ورغم العقبات الهائلة التي تعترض طريق الشركة، هناك تنامي مستمر في أعداد مؤيديها، فعلى سبيل المثال، أشار «مايكل جاكسون«، أحد المساهمين بشركة «مانغروف كابيتال» في لندن والعضو السابق بمجلس إدارة «فون»، إلا أن الوضع الحالي لسوق الانترنت اللاسلكية يعد «كابوساً بالنسبة للعملاء. وباستطاعة «فون» تغيير ذلك، وهو ما ستحققه فعلاً». في المقابل، أعرب البعض عن شكوكهم حيال جدوى الفكرة، مثل جون سو، الخبير التقني بشركة «كلير واير»، الذي علق على المشروع بقوله: «نشعر بالشك حياله». يذكر أن «كلير واير» أعلنت أخيراً عن مشروع مشترك بقيمة 14.5 مليار دولار لبناء شبكة «واي ماكس» على مستوى البلاد، بالتعاون مع شركات «سبرينت» و«غوغل» و«إنتل» و«كومكاست» وآخرين.
ومع ذلك، لم يتزعزع إصرار فارسافسكي الذي أكد أن الحجم الذي تفتقر إليه شركته حالياً من الممكن تعويضه من خلال الأموال الضخمة التي يوفرها، خاصة بالنظر إلى أن «فون» تتجنب اللجوء إلى بناء شبكة عالمية من الأبراج الخلوية ونقاط توفير خدمة «واي فاي» من الصفر. وأكد فارسافسكي أن تقنية «فون» الجديدة تعد «سبيلاً أكثر فعالية بكثير لتوزيع الإشارة. ونعتقد أن جهات تشغيل «واي ماكس» ستسعد باستخدام بعض العملاء لخدماتها من دون أن تتكلف أموالا وتوفير مليارات الدولارات التي يجري إنفاقها على نشر البنية التحتية