(( لما آذى سفهاء الطائف نبيّنا صلى الله عليه وسلم , أوى إلى شجرةِ عنب يُناجي ربّه في ظلها..
فأقبل (( عدّاس )) خادمُ البستانِ بقِطفِ عِنب.
فلما وضعه بين يدي الرسول, مَدّ يمينه قائلاً: (( باسم الله )), ثم أكل.
فقال عدّاس : إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد ؟! .
قال الرسول : ومن أيّ البلادِ أنت يا عدّاس, وما دينك ؟! .
قال : أنا نصراني من أهل نينوى .
قال الرسول : من قريةِ الرجلِ الصالحِ يونُس بنِ متّى ؟!.
قال : وما يُدريك ما يونُس بنُ متى ؟!.
قال الرسول : ذاكَ أخي, كان نبيّاً, وأنا نبيّ )) .
فأكبّ عدّاس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلّها معلناً شهادة التوحيد ,
وبذلك أضحى هذا العنقود, أسعد عنقود عنب في التاريخ )) .
كان عنقوداً ندِيّـا *** رائـعَ الحـبِّ شهِيّا
قد تَحَلّى .. وتَدَلّى *** مُشرقاً مثـلَ الثريّـا
لم يكنْ يَحسَبُ يوماً *** أن يكونَ القِطفُ شيّـا
غيرَ عُنقودٍ سيُجنى *** ثم يُطوى الذّكرُ طَيّـا!
قال عَدّاسُ الكريمُ : *** أيّـها القِطـفُ إِلَيّـا
زارَنا ضيفٌ عظيمُ *** وجهُهُ طَلْـقُ المُحيّـا
قُمْ بنـا نَسعى إليهِ *** نَرتوي بالنّـور ريّـا
نَرتمي بـين يديـهِ *** قُمْ بنـا نسمو سويـّا
أيها العنقودُ ! هيّـا *** نَدخل التاريخَ.. هيّـا
لم نكنْ نحلُمُ يومـاً *** أنّنـا نلقى النّبيّـا !!
* * *