قيل الكثير عن الحب وكتبوا الكثير عن الحب ومهما قالوا يبقى موضوع الحب هو موضوع الساعة واليوم في ظل المتغيرات الاجتماعية الحاصلة حيث يصبح الحب رسالة ودعوة..يقال دائما ان الحب هو الذي يصنع الانسان ويجعل للحياة معنى وهدفاً ويمنح الوجود قيمته وانه يمثل رغبة في الخلود بمعنى احبك فاتبعك الى اقصى العالم: فالامنية الخفية في الحب هي ان اصير الاخر وابقى انا حيث انا ويبقى الاخر حيث هو ومع ذلك نصير واحداً، انه تناغم ذبذبات بين انسان واخر انه قانون التجاذب فالمحبة تجتذب المحبة والكراهية تجتذب الكراهية والافكار تنجذب الى نظائرها وهكذا مع الفكرة الجيدة او السيئة.
الحب والحياة
في الحب قانون يحكم الحياة وكذلك في الفكر فالفكر هو احد السبل الخالقة للحياة ولان الحياة معقدة لذا تستلزم عقلاً معقداً وان التوافق بين الحب والفكر عملية تدريب ونحن نعلم ان الحياة مغامرة ابتداء من اول شهيق الى اخر زفير. لكننا بحكم طبيعتنا لا نستطيع ادراك ما هو ادنى ما في الحب ولا ما هو اعلى ما فيه وهذا تحدده لنا الابعاد المكانية الثلاثة التي يحيط بها ادراكنا لكن ذلك لا ينفي احتمال وجود ابعاد اخرى في الكون لا نصلها او لاندركها ويمكن ان يعرف الانسجام قبل الحب اذ عادة يبدأ بطريقة بسيطة: بالكلام او بالكتابة او بالابتعاد عن الشخص لفترة ثم الاقتراب منه..والحب عنصر اساسي في اية صداقة حقيقية اما الصداقة فهي احدى اشكال الحب انها في بعض مظاهرها اوسع واشمل اشكال الحب ويبقى الانسان محتاجاً الى الصداقة في جميع مراحل الحياة الاجتماعية. اما الحب الزوجي يفترض في هذا النوع ان يكون فيه توافق وانسجام ذبذبي جسمي نفسي وعقلي بين الشريكين فالحب وحده هو الذي يصنع الزواج حيث درج الرجال والنساء على الزواج بسبب احساسهم يتجاذب الاجساد ولكن بعد اشباع الجسد قد لا يبقى هناك تجاذب عقلي ولا روحي للابقاء على رابطة الزوجية ومع ذلك ان التوافق الجنسي مهم جداً وخصوصاً عندما يقترب بتعاطف العقل مع الارواح.
يخطئ كل من يضع المتعة فوق الخدمة فكل تقدم يعني الربط بين المنفعة والمتعة لأن دافع التصرف قد ينبعث من داخل الانسان من مشاعر ورثناها عن ماضينا مسجلة في اللاشعور ان السعادة لا تكتمل الا بسعادة شاملة للجسد وللعقل وللروح، وبغير ذلك يصبح الحب مراً.
ان احد اشكال وادلة كون الحب صلة وتوافقاً ذبذبياً بين شخصين هو حدوث حالات حب من اول نظرة وكذلك احتمال وقوع متكرر في الحب.
اشكال الحب
* حب الخدمة: وهو احد اشكال الحب بين الناس والخدمة هي الرغبة في تقديم الجهد الارادي الواعي الذي يحدث ذبذبات فكرية تتوجه نحو شخص معين يـأتيك بالمقابل فالذي تزرعه اياه تحصد.
*حب العطاء: لا يقتصر الحب على الكلام ولا على الجمال او الثقافة لكن هذه العناصر جميعها مع العطاء تصوغ قانون الحب.
*الحب الرومانسي: شكل من اشكال الحب يلعب فيه التخيل دوراً اساسياً لكن التخيل وحده لا يكفي بل يحتاج الى العقل كي يعطيا فن الحب قوته الدافعة والمحركة ان صاحب هذا النوع من الحب وان تجد حبه صادقاً وعفيفاً يقع بسبب سيادة النخيل في مطبات عديدة وقد يصاب بالكآبة ويتهم الاخر بالحب الزائف.
كثيراً ما يتمنى المحبوب الموت،
لانه ارحم من الحياة ولانه يجمع المحبين مرة اخرى وراء هذه الحياة وهذا هو خلود الحب.
لا يكاد في الحقيقة ان ينجو رجل او امراة من الوقوع في شباك الحب وقد يكون هذا الحب هو بداية لعلاقة زواج مقدسة ولن يفرق بينهما حتى الموت، وفي نفس الوقت نرى ان الحب بين مجاميع اخرى يكون قصير الامد قليل الثمر فينتهي سريعاً وتصبح الايام قاسية على المحبين..فلا يمكن للجميع ان يحب بنفس ان السعادة مفهوم تاريخي وما زال الانسان عبداً لقوة الا يحاء الاجتماعي حيث قد يدمر طاقات الانسان. في الحب يأتي التوافق الروحي في القمة وبعده الاعجاب والعنصر الجمالي وغيرها ذلك لان المنظور الاجتماعي متغير اما المنظور الروحي فهو واحد وعلينا تقع مهمة البحث عن التكامل في المستوى الروحي وان الحب يتوقف على الرغبة والشبيه يجذب الشبيه. ان هنالك سراً في الجاذبية الشخصية حيث تلعب الارادة او الايحاء دوراً في عملية تغيير الشخص وهناك اختبارات عديدة تكشف مدى صدق الحب واثره في الشخصية وهناك قواعد تعلمك كيف تخلق من نفسك محباً جيداً.
ان الحب ليس قمراً او نجمة سحرية ولا هو شبح يأتي ويمضي انما هو استمرار لانسانية الانسان واستخدام اراداته على احسن وجه،