في زمن ماتت فيه الرحمه....
ووأدت العاطفه....
وتجرد فيه البشر من لباس الانسانيه....
نسجت خيوط روايتي ...
نسجتها من صميم الواقع...
احداثها خارج الاضواء...
تكشف ماخلف الستار...
من ظلم..
.
سرقه
.
وقتل
.
واغتصاب...
في زمن تمنينا ألا نعيشه...
انه الزمن الصعب...
<<<الجزء الاول>>>
(الفصل الاول)
الرياض الساعه 6 صباحا
طلعت لحوش بيتها القديم المتهالك وهي شايله طشت الغسيل فوق راسها ....وقفت على زاويه معلق فيها حبل مهتري عمره بعمر هالبيت...نزلت الطشت وبدت تعلق الملابس الرطبه... طلع ولدها البكر سالم اللي عمره 10 سنوات وهو كاشخ بالثوب الجديد اللي اهدته اياه جارتهم ام مرزوق امس ... اقبل على امه واحزن معتريه حتى في نبرة صوته ''يمه''... تركت شغلها وعلامات الالم والتعب باينه في كل تقاسيم وجهها ''نعم حبيبي ''...رد عليها بنبرة الشاكي ''انا مره جوعان''.. نزلت راسها وهي تتذكر ان عيالها امس ناموا بدون ما يتعشون ..ابوهم امس كان عازم شلة السوء ربعه ودخل المطبخ واخذ الاول والتالي ..تذكرت ولدها اللي واقف جنبها والتفتت عليه ''طيب جهزت اغراضك عشان تروح المدرسه''...سالم ''ايه جهزتها ..حتى عبدالرحمن مجهز شنطته وقاعد بالغرفه''...طلع ولدها عبد الرحمن وترتيبه الثاني وعمره 7 سنوات'' ماما ..لي ساعه وانا انتظر الفطور''.. تضايقت نبرة ولدها المتذمره ازعجتها .. تتمنى الموت ولا تشوفهم زعلانين او متضايقين..التفتت على ولدها سالم '' سالم .. رح للبقاله وجب منها كيس خبز وسجله على الحساب .. سالم '' الهندي حق البقاله ما بيرضى يعطيني .. استغربت '' وليش ما يعطيك'' .... سالم ''لأنه دايم يقول ادفعوا اللي عليكم وألا ماراح اسجل شي ع الحساب ''...عز عليها ان عيالها يروحون بدون فطور .. تركت اللي بيدها وراحت للغرفه فتحت شنطتها ..تفاجات امس كانت ساحبه 500 وحاطتها بهالشنطه .. واليوم فتحتها مافيها الا ريالين ومهتريات بعد .. اكيد هذا محمد الخايس ايده طايله وبعمره ما يتوب .. اخذت الريالين وعطتها ولدها وراح عشان يجيب الخبز وجلست تنتظره بقلب مليان خوف وقلق ...
هذي هي حياة عاليه ..خوف والم وعذاب ..بداية بعيشتها مع ابوها المتسلط .. ونهاية بزواجها من محمد السكران 24 ساعه ولا هو داري ببيته ولا بعياله ..ولوما كانت تشتغل مدرسه كان ماتت هي وعيالها من الجوع....
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
سياره صغيره واقفه قدام بيت سلطان (ابو عاليه).. نزلت منها جارتهم (د\ هيفاء) بكل غرور وكبرياء ..طقت الجرس وفتحتلها بنت سلطان العنود اللي عمرها 7 سنوات ..طلعت هيفاء مبلغ من شنطتها وعطته اياها ''قولي لابوك هذا حق الشهر الجاي ..
قالتها بنبره جافه قهرت العنود وسحبت منها المبلغ بقوه '' ان شاء الله '' .. رجعت هيفاء سيارتها ومشت والعنود تتاملها ... اففف.. تكره هذي الحرمه وما تواطنها .. كل الحريم اذا جو لمهم يبوسونها ويجيبون معهم حلاو الا هذي ..حتى اختها عذاري ما تحبها لانها ما تتغطى زين وتطلع نص وجهها قدام الرجال (يعني تتلثم)..
قطع عليها ابوها اللي اول ما شاف الفلوس بيده شخط فيها'' عنود .. من وين لك كل هالفلوس ''.. العنود (بانزعاج ) ''هذي المغروره اللي اسمها هيفاء جابتها ..تقول هذا حق الشهر الجاي .. خطف الفلوس من بين يديها مثل الملهوف و جلس
يعدها'' .. وبنته جالسه تطالعه بكل براءه .. لاحظ نظراتها وما عجبته نظرتها '' وش عندك تطالعين '' .. خافت منه ودخلت داخل ورجع يعد فلوسه من جديد..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
من مبنى سجن النساء بالرياض .. طلعت لولوه مع ولد اخوها ابراهيم .. ناظرت الشارع المزحوم بالسيارات ... ثم التفتت لمبنى السجن وناظرته نظرة مودع .. وكملت طريقها لسيارة ولد اخوها الفخمه ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
طلعت عاليه من المطبخ وهي شايله الفطور وهي تحس ان التعب زايد عليها .. كله يهون عشان خاطر عيالها .. حطته قدامهم وهي تحس بسكاكين تخرق بطنها .. لاحظ هالشي ولدها سالم '' يمه .. انتي تعبانه '' ..مسكت عاليه بطنها وهي تداري الالم '' لامافي شي حبيبي .. انتم افطروا عشان ما تتاخرون عن مدارسكم ''... الم فضيع .. يهد جبال .. مستحيل تقدر تتحمله .. صرخت صرخه مخنوقه .. التموا عيالها حولها '' يمه وشفيك'' .. عصبت عليهم '' قلتلكم مافيني شي ''.. سالم والخوف بعيونه '' عبدالرحمن رح ناد جارتنا ام مرزوق وتعال .. بسرعه ''... راح عبدالرحمن مثل الريح ينادي الجاره وبقى سالم جنب امه
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
ريوف وصديقتها شذى يتسكعون باسياب الجامعه.. بعدماسجلوا حضورهم وحضروا ربع المحاضره واهربوا.. دخلوا الكافيتيريا وجلسوا باقرب طاوله صادفتهم ..
رمت شذى كتبها على الطاوله بملل '' محاضرات الدكتور مازن مثل الهم على القلب .... اففف''..
ريوف'' خلك من الدكتور مازن واسمعيني ''
شذى بملل '' نعم''
ريوف تتلفت حولها عشان تتاكد ان محد يسمعها ''تعرفين افراح زميلة ابتسام وهند''
شذىتحمست للسالفه'' ايه وشفيها ''
فتحت ريوف جوالها '' شوفي صورتها هنا''
اخذت شذى الجوال بلهفه وشهقت يوم شافتها بوضع مخل بالاداب '' وهذي اللي يقولون عنها ملتزمه وتخاف ربها (تضحك باستهزاء)صدقوا يوم قالوا ياما تحت السواهي دواهي''
بهالوقت دخلت بنت حلوه ونعومه وهاااديه .. لفتت الانتباه بهدوئها وصمتها .. وباين عليها من هيئتها الخارجيه انها بنت عز وغنيه..
ناظرتها ريوف مستغربه بعدين التفتت على شذى وهمست لها'' اقول .. البنت هذي تعرفينها''
شذى ''اسمع عنها .. يقولون انها بنت عز ويقولون بعد انها تنجح في كل المواد''
ريوف'' اكيد هذي واسطتها قويه''
شذى'' واسطتها جمالها .. شافتها العميده واعجبتها .. وتلقينها وصت كل اعضاء هيئة التدريس المحترمه عليها''
ريوف'' اكيد بتعجبها ماشفتي جمالها .. هذي فتنه بجمالها''
شذى '' ويقولون الدكتوره سلوى ناذره نذر تخطبها لولدها .. الدكتوره سلوى اللي ماينجح عندها احد تعطيها درجة النجاح وهي مغمضه''
ريوف بخبث '' خلينا نلعب عليها شوي ''
شذى '' وش تبغين فيها''
ريوف تناظرها وهي تدعي انها راحمتها'' كاسره خاطري بدل ماتجلس لحالها نجلس حنا معها''
شذى ''ريوف .. وش ناويه عليه''
ريوف '' اسمعيني ونفذي كل اللي اقولك عليه''
حطت شذى يدها على خدها بملل وكانها عارفه وش بتقول'' اسمعك''
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
سيارة الدكتوره هيفاء وقفت عند بيت اخوها حسين اللي تسكن معه .. دخلت هيفاء البيت ووراها السواق اللي شايل بعض الاغراض اللي شاريتها من السوبر ماركت .. حط الاغراض عند الباب من داخل وسكر الباب .. ركب سيارته ومشى ....
بهالوقت وقفت سيارة ابراهيم جنب بيت سلطان ..
ابراهيم بلهجه جافه'' يقولون انه ساكن بهالحاره .. عاد انتي اسالي''
لولوه بانكسار ''جزاك الله خير ياولدي .. ماقصرت''
فتحت باب السياره وقبل لا تنزل استوقفها بكلامه'' الى هنا وتنتهي مهمتنا .. رجاءا حنا مانعرفك ولا تعرفينا ''
لولوه وهي تكتم غصتها'' ادري .. ادري''
نزلت وسكرت الباب وماشافت الا غباره .. اكيد ما يبي احد يشوفه معها .. خايف من الفشيله .. يحق له..التفتت حولها .. ياربي من اسال .. الحاره وسيعه واخاف اضيع فيها.. مالي الا اسال هالبيت اللي قدامي وان شاء الله يدلوني ..
توجهت للبيت اللي قدامها واللي هو بيت سلطان وفتحتلها عذاري البنت الثانيه لسلطان بعد عاليه ..
ابتسمت لولوه بفرح وكانها لقت ضالتهاسلمت وردت عليها عذاري السلام وعلامة استفهام كبيره على وجهها..
لولوه باحراج'' ممكن اعرف بيت حسين بن علي وين موجود .. اذا كنت تعرفين ''
عذاري '' قصدك بيت ابو فيصل ''
لولوه مستبشره'' ايه بيت ابو فيصل ''
ردت وهي تاشر على بيت يدل ان اللي ساكنينه ميسورين الحال''البيت اللي قدامنا''
لولوه '' مشكوره وماقصرتي يابنيتي ''
عذاري '' ابد ماسويت شي ''
لولوه '' باين عليك اصيله وبنت اجاويد''
استحت عذاري من كلا مها'' تسلمين ''
لولوه '' مع السلامه ''
عذاري''حياك الله ''
اتجهت لولوه بيت ابو فيصل وعذاري تتاملها '' والله باين عليها مره طيبه .. الله يهني عيالها فيها''
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
دق الجرس في بيت ابو فيصل .. راحت الخدامه تفتح الباب ... دخلت لولوه وعلامات الاستغراب على و جهها.. راحت تتامل ارجاء هالبيت ... قطع حبل افكارها صوت الخدامه وهي تستقبلها بلهجه متكسره''اتفضل مدام '' ...شكرتها لولوه بوجه مبتسم ماتعودت عليه الخدامه المسكينه..
دخلت لداخل البيت وجلست في اقرب كرسي بالصاله...
طلبت من الخدامه تنادي هيفاء وراحت الخدامه تناديها ...لما حست لولوه بنزولها وقفت..لانها عارفه انها مقبله على حرب حاميه مع عدو ما يرحم...
,,,,انتهى الفصل واتمنى يعجبكم,,,,